كُتاب البوابة
أخي الحاجّ لا تنسَ قاهر العدوى
قال تعالى: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾
سأُلبي -بمشيئة الله- هذا النداء علّني أعود كما ولدْتُ بصفحةٍ بيضاء راجية منكم العفو والتسامح، والإباحة والحل، وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
وصلتني هذهِ الرسالة من إحدى الزميلات اللاتي يهمني أمرهن، وبعد تقديم الدعاء قدمت لها نصيحة بحكم تخصصي في مرحلة البكالوريوس “التغذية وعلوم الأطعمة” وأحببت أن أطرح تلك النصيحة بين أيديكم لتعم الفائدة.
عزيزي الحاج في أثناء الحج ستقابل جمعًا بشريًّا كبيرًا، وتتنقل من مكان إلى آخر، وتسير في مجموعات مزدحمة مما قد يعرضك لبعض المشكلات الصحية: كالعدوى بالفيروسات والإنفلونزا والنزلات المعوية ، والتي يمكن أن يكون من أسبابها نقص فيتامين (ج، C) أو ما يسمَّى بحمض الأسكوربيك، أو كما أطلق عليه أنا (قاهر العدوى)؛ وذلك لأن نقصه يؤدي إلى قلة تكوين الأجسام المضادة، وضعف الجهاز المناعي للجسم، ومن ثمَّ سرعة الإصابة والشعور بالتعب والإرهاق ، وأذكّرك أخي الحاج بحديث حبيبنا محمد ﷺ عندما امتدح المؤمن القوي فقال: (الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ). وفي هذا الموسم المبارك لا بد أن تحافظ على قوتك ونشاطك وحيويتك لأداء مناسك فريضة الحج على أكمل وجه ، والتغذية السليمة هي سر البنية القوية وأساسها.
ومن أهم مصادر فيتامين قاهر العدوى (ج، C) الفاكهة الحامضة مثل: البرتقال، الليمون، الجريت فروت والجوافة ، وهناك مكملات عديدة متوفرة في شتى الصيدليات بأشكال متعددة وبأسعار منخفضة ، ويوصى بتناول 10 ملجم يوميًّا. واعلم أيها القارئ أن هذا الفيتامين لا يُخزن في الجسم ، فالزائد عن حاجته يفرز مع البول؛ لذا يلزم تناوله بشكل يومي.
ومضة تاريخية:
تم اكتشاف فيتامين (ج، C) في عام 1795م حين أصيب البحَّارة أثناء رحلتهم بمرض الإسقربوط، ومات عدد كبير منهم لاعتمادهم على المعلبات. وعندما تناولوا عصير الليمون والبرتقال اختفى المرض، حتى أصبح كلٌّ من عصير الليمون والبرتقال من الضروريات اللازم إعطاؤها للبحَّارة إلى عام 1907م. وعرفت تركيبته الكيميائية عام 1933م.