كُتاب البوابة
عدسة القناعة
نعيش في هذه الدنيا على قناعة بأن الأقدار مكتوبة والحياة مرسومة لنا بحذافيرها، قناعة أن البعض نصيبه المال والبعض الأخر نصيبه الصحة وآخرون نصيبهم راحة البال، مؤمنين وموقنين أن الدنيا بما رحبت لابد وأن تضيق علينا، لكن الإنسان قد يمر بمواقف تُضيّق عليه عدسة القناعة وتحرق قلبه ، ولكن لايلبث إلا ويلتمس لُطف الله به ومعيته له، كنا لانرى من البشر سوى ماظهر منهم ، سُويعات ولحظات ويودع بعضنا الآخر ويذهب كلٌ منا إلى منزله .. يُغلق بابه ويعيش تفاصيل يومه ولكن مع التطور السريع وثورة التكنولوجيا أصبحنا نرى البيوت وأسرارها نرى أصحاب المنازل في تختهم وعلى مائدة طعامهم نرى جانب حياتهم السعيد من ثُقب بسيط وتبدأ عدسة القناعة تضيقُ شيئًا فشيئًا وتبدأ سلسة المقارنات السلبية والشعور بالنقص والتذمر ونتناسى بأن مُقسم الأرزاق و موزعها قد أعطى كل ذي حقٍ حقه في هذه الدنيا ، ولن يتوفى الله نفسًا لم تستكمل قدرها المكتوب!
فاعلم أن حياة البشر قائمة على تقلبات وعقبات ومليئة بعثرات، ولن تجد حياةً كاملة مُستكملة إلا في جنات عدنٍ وحسن المئاب.
﴿وأسبغَ عليكم نعمَهُ ظاهرةً وباطنه ﴾ استشعروا نعم الله و تلمسوا رحمته في تفاصيل حياتكم، نعمهُ كثيرة ولكن أبصارنا تضيق على نعم غيرنا!
تأملوا وتلذّذوا واشكروا.
(رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)