Connect with us

إسلاميات

ما هي كفارة اليمين وحكم إخراجها نقودا ؟

Published

on

ما هي كفارة اليمين

تأتي كفارة اليمين بعد الحلف على فعل شيء، وعدم القيام به فيبحث القائم باليمين عن ما هي كفارة اليمين وكيفية أدائها، لتجنب الوقوع في فعل المحرمات.

تعريف كفارة اليمين

تأتي في اللّغة بِمعنى السِّتر، وتطلقُ اصطلاحاً: على أشياءٍ يفعلها المسلم عند عمل ذنبٍ لتُطهّرَه منه، ولذلك يتساءل ما هي كفارة اليمين ولكنها لا تُشرع لكل الأخطاء، وسوف نذكر هنا في موقع البوابة ما يجب فعله.

ماهي كفارة اليمين ؟

شُرِعَت الكفارة لتصحيح أخطاءٍ مُحدّدة في أمورٍ مُعينة نُصَّ عليها شرعاً؛ وكان منها ما هي كفارة اليمين المنعقدة عِندَ الحنث، وصورتها أن يحلف الحالف شيئاً قاصداً إياه ثم يفعلُ غيره.
هذا يسمى بالحنثِ عن اليمين، ويحتاج حينئذ إلى إخراج الكفارة ندماً على تركه ليمينه تصديقا لقوله تعالى: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّـهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ).
وتبين الآية ما هي كفارة اليمين التي تجبُ فيها الكفارةُ، هي اليمين المنعقدة دونَ يمينِ اللّغو، ويمينُ الّلغو: هي اليمينُ التي لا يقصدها صاحِبُها، كما تُبيِّنُ الآية كيفية إخراجها على خياراتٍ عدّة؛ فإما إطعامُ عشرةِ مساكين، أو كسوتهم، أو تحريرُ رقبةٍ، أمّا الصيام.
وجاءَ في صحيح البُخاري عن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا حَلَفْتَ علَى يَمِينٍ، فَرَأَيْتَ غَيْرَها خَيْرًا مِنْها، فَأْتِ الذي هو خَيْرٌ، وكَفِّرْ عن يَمِينِكَ)، لذلك لابد من معرفة ما هي كفارة اليمين  على أن التّكفير عن اليمين والحنث بها يكونُ أفضلُ من البّرِ بها في أوضاعٍ معينة.

شروط وجوب كفارة اليمين

يَشترِطُ الفقهاءُ لِصحَةِ اليمينِ شروطاً كثيرة، فإن تجتمع هذه الشّروط في الحالفُ وجبت عليه الكفارة، وهذه الشروط هي:

  • أن يكونَ الحالف مُسلماً: فالإسلامُ هو الشّرطُ الأول لصحةِ كُلِّ العبادات.
  • أن يكون الحالفُ بالغاً عاقلاً: لا تصحُّ يمينُ الصّغير وتصحُ يمينُ المجنونِ، لأنّ كليهما غير مُكلّفين بأداء العبادات.
  • أن يكونَ الحالفُ قاصداً الحلفَ بالله تعالى: والقصد شرطٌ أساسيٌ في اعتبار اليمين ووجوب الكفارة.
  • ويكون هنا التَفريقُ بين اليمين المنعقدة واليمينُ الّلغو، فيمينُ اللغو لا تنعقدُ ولا يترتّبُ على الحنثِ بها كفارة، على عكسِ اليمين المنعقدة التي يقصدها الحالف، ومِن أشكالِ اللغو قوله: “لا والله، وبلى والله”.
  • أن يكونَ الحالفُ مُريداً للحلفِ مُختاراً غير مُكرَه: وذلكَ لأن أفعالَ المُكرَهِ غيرُ مؤاخذٍ بها شَرعاً فلا تنعقدُ يمينُ المُكرَه.
  • أن تنعَقِدَ اليمين: يضافُ إلى ما سبق لانعقاد اليمينِ أن يتوجّهَ بها الحالفُ على أمرٍ في المستقبلِ لا في الماضي.
  • أن يحنثُ الحالف بيمينه: إذا توفرت جميع الشّروطُ في الحالفِ كانَ عليه أمرين، إمّا أن يَبرّ ويفي بيمينه، وإمّا أن يحنث بها وعليه الكفارة.
  • كما يَشترِطُ الحنفيةُ لتمامِ ذلكَ أن يكونَ المحلوفُ عليه موجودِ بالفعل، أي أن لا يكونَ مُستحيلاً، فاليمينِ على مُستحيلٍ لا ينعقد.

قيمة كفارة اليمين

قال تعالى-: (فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ)، أي مِن أوسطِ ما تأكلونَ، ويختلفُ هذا باختلافِ الأفرادِ، فمن كانَ غالبُ أكلهِ لحمٌ وخضروات، كانَ عليهِ أن يُخرِجَ منها ولا يُخرِجُ أدناها.
يُذكَرُ أنّ الآيةَ لم تُخصّص الكسوة بقيد الأوسطِ مما تلبسون، لذا يَجعَلُ البعضُ الكسوةُ مما يلبسُ الفقراء في العادة.
عتق رقبة العِتقُ: يعني التّحرير، ويُقصَدُ بالرّقبة العبدَ، وهنا نعرف ما هي كفارة اليمين وكانَ الفقهاءُ يشترطونَ في العبدِ المُحَرَّرِ أن يكونَ مُؤمِنَاً حَمْلاً على كفارةِ القتلِ الخطأ.
في قولهِ -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ)، وخالفَ في ذلكَ الحنفيّةُ، إذ لم يشتَرِطوا ذلكَ.
الصيام ثلاثة أيام يلجأُ الحانثُ إلى الصّيامُ في حال لم يتمكّن من الإطعامِ، أو الكسوة، أو تحرير رقبة، وهذا باتّفاقِ الفقهاءِ، وفي صيامِ الكفارةِ عدّة امور، حيث إن العاجز عن الإطعام، والكسوة، وتحرير الرّقبة، هو من لا يَجِدُ أكثرَ مِن قوتِهِ وقوت عيالهِ يومٌ وليلة ممّا يكفيهِ للإطعامِ أو الكسوة.
وعند الشافعيّ: العاجزُ الذي يُسمَحُ له بالصّيامِ تكفيراً لليمين هو الفقيرُ الذي يجوزُ إعطاؤهُ الزّكاة، أمّا مسألةُ اشتراطِ التّتابُعِ في الأيامِ الثلاثة، نذكُرُ التفصيلَ فيها على النّحو الآتي:
القول الأول: يُشترط التّتابع في صيام كفارة اليمين: وهو رأي الحنفيّة والحنابلة، ويستدلّون على ذلك بأن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- كانَ قد قرأَ هذهِ الآية مُضيفاً إليها شَرطَ التّتابع، ولا يوجد في ذلك روايةً صحيحةً.
ويَتَرَتَّبُ على اشتراطِ التّتابع أنّ نقض الصيامِ لأيّ عذر كان بضرورةٍ أو غيرها مُبطِلٌ للتتابع وموجِبٌ للإعادة من جديدٍ، وهذا عند الحنفية.
أمّا الحنابلة فلا يعتبرونَ نقضَ التتّابع لضرورةٍ كطروءِ الحيضِ مثلاً مبطلٌ للتتابع، بل يتمّ إكمال العدّ على ما كانَ ولا يُعاد من البداية.
القول الثاني: يُستَحبّ التّتابعُ ولا يشترط: وهو رأي المالكيّة والشافعيّة، ويستدلّون على ذلك بإطلاقِ الآية الكريمة، إذ لم تذكر آيةُ كفارة اليمينِ شيئاً عن وجوبِ الصّيام بالتتابع.

حكم إخراج الكفارة نقودا

تكون قيمة كفارة اليمين ما يأكله الفرد على ألا تقل عن 7 إلى 8 جنيهات بحيث يكون مجموعها من 70 إلى 80 جنيه أو 100 جنيه عن العشرة أيام، ويجوز إعطاؤها نقدا، وهذا ما ورد عن دار الإفتاء المصرية، والله أعلم.
إقرأ أيضًا: كيفية الصلاة على الميت

Continue Reading
Click to comment

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2023 Anl7j